الرئيس المرزوقي في ضيافة يبوس: قراءة لتأثيرات القضية الفلسطينية إقليميا ودوليا
تاريخ النشر: 08/06/2021 - عدد القراءات: 2646
الرئيس المرزوقي في ضيافة يبوس: قراءة لتأثيرات القضية الفلسطينية إقليميا ودوليا
الرئيس المرزوقي في ضيافة يبوس: قراءة لتأثيرات القضية الفلسطينية إقليميا ودوليا

 استضافت مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، رام الله، الرئيس التونسي السابق الدكتور المنصف المرزوقي، في ندوة خاصة ضمن لسلسلة لقاءات الفكر والسياسية التي تعقدها المؤسسة مع النخب الفكرية والسياسية فلسطينيا وعالمياً، حيث جاءت هذه الندوة بالشراكة مع قسم العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية، وأدارها الدكتور إياد أبو زنيط، الباحث في يبوس.

ويرى المرزوقي أن القضية الفلسطينية تتموضع في إطار معركة الشعوب العربية للتخلص من العدو الخارجي (الاستعمار)، والعدو الداخلي (الاستبداد). وأن هناك علاقة  وثيقة بين القضية الفلسطينية وبين  الربيع العربي، فالقضية الفلسطينية كانت في صميم الربيع العربي.

وقال أن القضية الفلسطينية شهدت تراجعا خلال السنوات العشر الماضية في تزامن مع تراجع الربيع العربي ووانحساره والانقلاب على ثوراته وإجهاضها. وربط بين تراجع انتكاس الربيع العربي وصعود موجة التطبيع العربي مع العدو الصهيوني، فالإمارات العربية المتحدة، حسب رأيه، كانت عرّاب إفشال ثورات الربيع العربي، وأيضا عرّاب التطبيع العربي مع إسرائيل. ولذلك فإن تراجع القضية الفلسطينية وإفشال الربيع العربي هما مساران متوازيان.

وأضاف، أن الحسابات المناوئة للربيع العربي والقضية الفلسطينية كانت خاطئة، فقد ظن الجميع أن الربيع العربي قد انتهى وأن القضية الفلسطينية أصبحت في الهامش، وخصوصا بعد موجة التطبيع العربي.

ولكن الشعوب العربية والشعب الفلسطيني ومقاومته فاجئت الجميع، وهو يعتبر أن التغير بدأ منذ عام 2014، خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أثبت من خلالها الشعب الفلسطيني أن القضية ما زالت حية وأنه لا يمكن تجاوزها. وفي المقابل، أثبتت الشعوب العربية أنها لم تتخلى عن طموحها في الاستقلال والحرية ولم تسلم بنهاية مشروع الربيع العربي، وهذا ما أظهرت الثورات العربية في الجزائر والسودان ولبنان والعراق إلى حد ما.

ويرى السيد المرزوقي أن معركة سيف القدس فاجئت الجميع، وأظهرت أن الشعوب العربية لن ترضى بالاستسلام. فقد أظهرت المعركة أن الشعوب العربية والإسلامية احتضنت القضية الفلسطينية؛ لأنها تعلم أن القضية الفلسطينية هي قضيتها أيضا، فهي تناضل ضد الاستبداد والاستعمار، وهزيمة شعب عربي تعني هزيمة كل الشعوب العربية، ولذلك كان الفرح الشعبي عارما بنتيجة معركة سيف القدس.

ولكن السيد المرزوقي أضاف أننا لا يجب أن نخدع أنفسنا، فمعركة سيف القدس هي معركة وليست النهاية، وأن العدو لن يستسلم وسيعمل بكل الطرق لإفشال النصر السياسي والمعنوي الذي حققته المعركة. ولذلك يجب الحذر والعمل المتواصل لتثبيت حالة الانتصار. ولكنه اعتبر أن معركة سيف القدس أحدثت نصرا سياسيا ومعنويا رغم بهاظة التكاليف المادية والبشرية التي تكبدها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ومن جانب آخر، فمعركة سيف القدس أحدثت تغيرات كبيرة، أهمها أنها أفشلت مسار التطبيع، وأظهرت الشرخ بين الأنظمة السياسية والشعوب العربية. وعلاوة على ذلك، فقد أدت المعركة إلى تغيير سياسة النظام المصري تجاه المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة، على خلاف سياسته السابقة تجاهها. فقد أجبر تغير ميزان القوى النظامَ المصري على تغيير موقفه.

ورأى أن أهم ما ظهر خلال المعركة هو هبة الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل، التي أظهرت فشل سياسة الأسرلة وطمس الهوية الفلسطينية.

ومن جانب آخر، اعتبر أن هناك خطرا بتوجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة، سواء أكانت حكومة لنتاياهو أم حكومة خصومه، لأن الحكومة المقبلة ستكون هشة، والحكومات الهشة تتجه نحو الحرب لاكتساب الشرعية. ولذلك، فقد حذر المرزوقي من احتمالية قيام الحكومة الإسرائيلية القادمة بشن حرب ضد إيران أو ضد الشعب الفلسطيني. ورأى أنه ربما تكون هناك ضربة إسرائيلية لحماس وللشعب الفلسطيني لوأد الانتصار المعنوي الذي أعطى دفعة أمل للشعوب العربية.

وفي ختام حديثه وجه السيد المرزوقي جملة نصائح للشعب الفلسطيني وللمقاومة، ومن أهمها:

1-  أن الشعب الفلسطيني يجب أن يستعيد وحدته الوطنية ويوحد جبته الداخلية، فبقاء الجبهة الداخلية الفلسطينية منقسمة يضعف موقف الشعب الفلسطيني ميدانيا وسياسيا.

2-  على المقاومة أن تكون حذرة في علاقاتها الخارجية، وخصوصا مع القوى المعادية للربيع العربي، حيث طالب أن تكون المقاومة حذرة في تعاملها مع النظام المصري، وكذلك في موقفها تجاه إيران، التي يرى المرزوقي أنها عملت على ضرب الربيع العربي وتدمير دول عربية.

3-  اعتبر أن الحل للتوفيق بين الفصائل الفلسطينية المختلفة أيديولوجيا يكمن في صندوق الانتخابات.

تم طباعة هذا المقال من موقع يبوس للإستشارات والدراسات الاستراتيجية (yabous.info)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)